lundi 12 mars 2018

مع سمير السالمي عن الفن و الشعر و البحر

الفنان سمير السالمي

إيقاع الذات هو الفاعل في المواد و الأشياء

  • عن مشروع هرم اللوفر و أعمال فنية أخرى

  • *زهرة زيراوي ، التشكيل في الوطن العربي ، إيدسوفت للنشر٬ الطبعة الأولى، 2006 ، ص ـ ص.86ـ92 






  1. السفير العربي في حوار مع الفنان التشكيلي المرموق و الشاعر الملهم سمير السالمي بباريس ، يكشف لقراء السفير في الوطن العربي عن مغامراته و إبداعاته التي تركت في الوجدان بصمات مضيئة تترجم في عمقها عبقرية الفنان المغربي

     حوار العدد أنجزته من باريس الأستاذة زهرة زيراوي
    السفير العربي من 7 إلى 27 أبريل2005  

     

  •  

سمير السالمي حركة التشكيل والجمهور

سمير السالمي حركة التشكيل والجمهور
لقـــــاء:
في ممارسة الخطاب النقدي حول العمل التشكيلي
تنسيق عبد الرحيم العلام
جريدة العلم ابريل 1989

نظم من 6 إلى 16 مارس 1990 المعرض الثاني للفنون التشكيلية (لقاء) ببهو كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط. شارك في هذا المعرض عدد من الفنانين الشباب الواعدين : « سمير السالمي- محمد الغزولي – نفيسة بنجلون – أحمد بلمقدم – عبد العزيز الفتوحي – حسن مجاهد – نعيم بن علي إدريس – عمر بنكيران – سعاد النجارة – عائشة ديديش – عبد الجليل الرجراجي – احمدي مصطفى – خالد فخار ».
وكان العرض يستهدف من وراء محور هذا ال (لقاء) تقريب هذا الفن:/ التشكيل من الجمهور وتوسيع فضاء هذا العرض/ التلقي أو كما يقول (دليل هذا اللقاء): "وتكون اللحظة فرحة «الشقي» الذي يصر على البحث عن المعنى الثابت بدل البحث عن تجريد ذاته ؟ وعن الوسيلة التي تخلصه من الضوابط التي تشوش رؤيته ومنظوره". وقد جاء هذا العرض الثاني في سياق خطة دأبت (الجماعة) على مسايرتها بدءا من العرض الأول لكلية الآداب خلال فبراير 89 ومرورا بالبادرة «قيس» التي شكلت أول تظاهرة فنية تنظم بالهواء الطلق بالرباط.
وقد كان من المقرر أن تنعقد في ختام هذا العرض الثاني طاولة مستديرة حول (الشعر والتشكيل) استدعى لها المعرض أساتذة متخصصين : محمد القاسمي – محمد بنيس – عبد الكبير الخطيبي ومجموعة من الطلبة. ونظرا لظروف تنظيمية لم يتم انعقاد هذه الطاولة، فبقيت أسئلتها معلقة في انتظار إعادة التفكير في تنظيمها على هامش لقاءات أخرى.
ونظرا لأهمية هذا الحدث الفني الذي جذب إليه الاهتمام والأنظار، كان لقاؤنا مع نخبة من المهتمين من الفنانين العارضين أو من الجمهور المتتبع. كما أن مناسبة تنظيم جائزة لأحسن قراءة لإحدى اللوحات المعروضة جاءت بدورها لتسلط الضوء على هذه الجائزة ومدى فاعليتها سواء داخل فضاء التلقي نفسه أو على مستوى ترسيخ هذا النوع من التقاليد (ممارسة الخطاب النقدي) حول العمل التشكيلي، انطلاقا من ضرورات النهوض به أو منحه المكانة التي تليق به إلى جانب بقية الخطابات الأخرى حول بقية الأجناس الأدبية وغير الأدبية.
وتمحور لقاؤنا حول هذا الـ «لقاء» مع هؤلاء المهتمين والممارسين في شكل سؤالين يؤطران في نظرنا هذا اللقاء حول علاقة التشكيل بممارسيه أو حول علاقته بالجمهور خاصة. وعلى الرغم من هذا التأطير فقد ظلت أسئلتنا تلقائية كما كانت الأجوبة تلقائية وحوارية أيضا، دون أن يزعجها السائل بتدخلاته. لذلك جاء هذان السؤالان المركبان، كما سيأتي، لينظما هذا الحوار المفتوح أيضا، مثله في ذلك مثل هذا العرض المفتوح، حوار بين فنانين مشاركين ومؤطرين لطبيعة هذا العرض وبين جمهور شغوف :
السؤال الأول: أود أن أسأل هذا المعرض الثاني/ فكرة العرض/ فكرة العنوان/ فكرة الفضاء/ فكرة الانفتاح/ سؤال التجريد.. أسئلة تطرح نفسها لأول وهلة يصطدم فيها الجمهور بعرض لفنانين شباب ببهو فضاء ثقافي غير مألوف لدى الجمهور كفضاء بصري للعرض.
السؤال الثاني: عن علاقة هذا المعرض بالممارسة النقدية.
يتبين لي أن هذا المعرض بقدر ما نظم قصد البحث عن فضاء مفتوح للعرض لتقريب هذا الفن من جمهور أوسع من جمهور قاعات العرض الخاصة، بقدر ما انتقل إلى البحث عن فضاء آخر مواز (فضاء القراءة)، حيث خصص هذا المعرض جائزة لأحسن قراءة للوحة من لوحات المعرض. فكيف يتم هذا التحول من البحث عن فضاء للعرض إلى البحث عن فضاء آخر للقراءة/ النقد ؟
ع. امجاهد : إن هذا العرض الذي تقيمه مؤخرا كلية الآداب هو في الحقيقة فرصة جيدة لتمكين جمهور الطلبة من اهتمام مواز أيضا للأجناس الأدبية الأخرى كالقصة والشعر والرواية وغيرها. وأعتقد أن إقامة هذا المعرض في حد ذاته له أكثر من أهمية. الأهمية الأولى هو أنه لا يتعامل مع جمهور عريض بقدر ما يتعامل مع جمهور له خلفيات معرفية معينة، ثم إن هناك قضية أخرى، هي محاولة لفت الأنظار إلى هذا الفن، ولربما عندما يطلع الطلبة على اللوحات المعروضة سيحاولون الوقوف على ماهية هذا الفن أو على الأهداف التي يريد أن يوصلها. وهي الأفكار التي يمكن التعبير عنها في هذا المجال. وشخصيا بعد ترددي على المعرض التقيت بأصدقاء، ولمست فيهم شخصيا هذا الاهتمام بترددهم المستمر على المعرض وسؤالهم للإخوة الفنانين الذين شاركوا في هذا المعرض، سؤالهم عن مضمون اللوحات وعن الحركة التشكيلية بصفة عامة. وأعتقد أن نجاح هذا المعرض ربما ستتلوه معارض أخرى. ولست أشك أن الحضور سيكون أكثر كثافة وأكثر وعيا بهذا الفن الجميل.
س. السالمي: تدعيما لما قاله الأخ امجاهد فإن معرضنا هذا جاء لكي يشكل الاستمرارية الطبيعية لخطة نهجناها: خطة العرض المفتوح أو توسيع فضاء العرض بالمغرب. في هذا الصدد قمنا بتقديم معارض في الهواء الطلق وفي الأمكنة العامة وكان الهدف هو الوصول إلى أكبر عدد من الجمهور لتقريب أطروحة الفن التشكيلي من المتلقي المغربي. ونحن نعتبر أن حضورنا في كلية الآداب هو حضور له أكثر من معنى كما قال عبد الكريم امجاهد وأكثر من هدف أيضا، إذ أنه اتجه بالأساس نحو خلق لقاء حقيقي بين التجربة التشكيلية كممارسة إبداعية وبين تجارب أخرى تحتضنها كلية الآداب. وفي هذا الإطار كانت دعوتنا إلى تنظيم هذا المعرض حول التشكيل قصد تشجيع طلبة كلية الآداب و.. على الإقدام على القراءة التشكيلية نظرا للفراغ الذي تعرفه الساحة التشكيلية بهذا الخصوص وعيا وتجربة.
شيء آخر أساسي ومهم حاولنا أن نهدف إليه وهو كسر أوهام الحاجز النفسي أو الاجتماعي الذي تخلقه قاعة العرض للمتلقي العادي (هذا الذي لا يجد الرغبة الكافية في زيارة قاعات العرض).
وفيما يتعلق بالإجراءات التنظيمية راعينا أيضا مسألة إتاحة الفرصة للطالب كي يكثف من مواهبه الخاصة وكي يصافينا ببعض تجلياته الحميمية التي تعود الاحتفاظ بها لنفسه فاخترنا مجموعة من التجارب لتمثيل الكلية. ثم بدأنا بعد ذلك تبعا لحاجات المعرض ومتطلباته بالبحث عن تجارب أخرى اخترنا أن تكون بالأساس تجارب شابة وحاملة لهذا اللقاح الجديد الذي تعد به الأجيال اللاحقة. أما مسألة الحوار أو اللقاء بين التشكيل والجمهور ارتكزت بالنسبة لنا على تأسيس وعي بالتجربة في جانبها الدال وفي جانبها المدلول.
ثمة أطروحة أساسية في الفن التشكيلي وهي أنه «برجوازي» بطبعه المعروف، وهذه الأطروحة تكرس الفصل المفروض بين هذا الفن وبين الجمهور. هذا يعين أن التشكيل في العالم العربي على الخصوص لا يطرح بالأساس كثقافة أو كتربية ذوقية ونفسية ولكن يطرح بالأساس كبضاعة لشروط العرض والطلب، وبالتالي تعين نوعية جمهورها وطبيعته المؤطرة له.

هناك مثل مغربي يقول: "اللي ما اشرى يتنزه" ومعنى التنزه عدم الوقوف عند حدود النظر بل ينفتح على ما تهبه هذه اللحظة من أسباب (أو إحساسات) نفسية وفكرية أيضا، متعلقة بمدى استيعاب الإنسان لبعد الأشياء. فإذا كان للصوت الموسيقي سلطته في امتلاك الذات أو في تملك الذات، فإن للصورة أيضا خطورتها وقدرتها المفتوحة على الاختزال وخصوصا إذا ما تعلق الأمر بالصورة التجريدية التي تجعلك في لحظة ما مواجها لرؤية لم تكن ممكنة لو اقتصرنا عند حدود ما يرى عادة. هذا يعني أن الفن التشكيلي بصفة عامة هو رغبة تؤكد الحاجة وتدفعنا نحو البحث عن مكان هذا الخطاب منا جميعا.
خ. فخار: القضية المطروحة أيضا تتعلق بعنوان دليل المعرض: «لقاء» هذا الذي يتضمن فكرة الجماعة ككل، أي خلق حوار متواز بين الجمهور والعمل التشكيلي، وهنا سأطرح مسألتين: المسألة الأولى تتعلق بـ «ثقافة الفن التشكيلي»، وكما قلت آنفا فالفن التشكيلي يتميز بالانفتاحية، وهذه المسألة نجدها على الخصوص في الأعمال التجريدية وحتى إذا نظرنا، مثلا، إلى الانتاجات الأدبية ككل من مسرح وقصة وشعر... الخ، نجد أن الصيغة التعبيرية التي أصبحت تتميز بها هي الانفتاح على عالم الذات. وهذا هو ما نقابل به في العمل التشكيلي، لأن التعامل مع لوحة تجردية هو بالأساس الالتقاء في نقطة خاصة للدخول في الآخر، ولاكتشاف ما لم تكتشفه بعد.
المسألة الثانية هي الوعي الجاهز الذي نجده عند المتلقي المغربي بصفة عامة. وعندما نقول الوعي الجاهز، نتحدث عن كل التصورات المكتسبة والسائدة لدى الفرد والمؤطرة لرؤيته لهذا العمل الفني. وهنا يحصل التعارض بين المسائل التي تطرحها اللوحة وبين رؤية المتلقي.
وفي هذا الصدد (أي علاقة العمل الإبداعي بالمتلقي) وتجلياتها في الواقع، فإن الثقافة التي يفرضها العمل التشكيلي هي ثقافة تتميز بالانفتاح في حين نجد أن المتلقي عندما يلج قاعات العرض المتخصصة، فإنه يجد هوة ساحقة بينه وبين العمل، لأنه يحاول أن يسقط أفكاره الجاهزة وتصوراته الجاهزة على العمل الذي يراه أمامه. وهنا تطرح المشكلة، لأن هناك تعارضا بين الثقافة التي يفرضها العمل التشكيلي والوعي الذي يقابله به المتلقي (وعي مشحون بمجموعة تصورات ومجموعة دلالات خاصة).
من هنا جاءت فكرة العرض خارج هذه القاعات الخاصة، ومن هنا أيضا طرحت قضية أو معادلة التشكيل والجمهور التي تؤطر جميع الأنشطة التي نقوم بها.
ح. سكنفل: البادرة التي قام بها الإخوة (الفنانون التشكيليون) هي بادرة لها مأزقها بالنسبة للفنانين التشكيليين أنفسهم وبالنسبة للمتلقي. السؤال المطروح ماذا سيكون رد فعل المتلقي ؟ بالنسبة للمتلقي السؤال المطروح هو ماذا يريد هؤلاء التشكيليون بإقدامهم على هذه البادرة ؟
هناك تداخل بين السؤالين، تداخل يؤطره الواقع الثقافي بالمغرب والواقع التعليمي بالجامعة المغربية كمؤسسة لها دورها الإشعاعي بالنسبة للثقافة المغربية: الرحيل من قاعات العرض الخاصة إلى فضاء الكلية هو رحيل من إطار ضيق إلى فضاء يتسم برحابة تضيق الذاكرة عن استيعابها. كيف يمكن موضعة هذا الرحيل ؟ في رأيي هناك هاجس يسكن الفنان التشكيلي باعتبار أن العمل الذي يقوم به ليس عملا مجانيا ولكنه يحمل في ذاته أطروحة فكرية تحاول تجاوز المعوقات المادية والفكرية التي تسيج الذاكرة والإحساس عند المتلقي المغربي.
بالنسبة لي أول اتصال لي بالعمل التشكيلي كان من خلال البادرة الأولى التي قامت بها هذه الجماعة في الكلية. كان الوقوف أمام حضرة اللوحة يجسد لحظة اندهاش لم تستطع الذات أن تقاوم غوايتها (غواية اللحظة). جاءت البادرة الثانية لتعمق من هذه الغواية. بطبيعة الحال سنستعين بحمولتنا الثقافية وبالخصوص في الميدان الشعري (لأن الجانب الشعري له علاقة بالجانب التشكيلي).
يمكن باختصار القول بأن الرحلة كانت شاقة ولكنها كانت ممتعة. وللمتعة شروطها. فهل استوعبنا هذه الشروط ؟ هذا ما حاولت أن أجيب عنه في قراءتي للوحة الفنان خالد فخار : (الفضاء الممكن).
م. السعدوني: كانطباع، أعتقد أن فكرة العرض كانت أساسا فكرة رائعة بعيدا عن ضيق القاعات. كان العرض ببهو الكلية وبحكم الإقبال والأعمال المعروضة. وإن كانت أساسا لا تتوجه إلى قارئ عادي، فإنها تحمل أشياء كثيرة وتأويلات كثيرة. وعلى العموم مكنت جمهورا معينا من التمتع والاستفادة من خلال مشاهدة لوحات العرض بغض النظر عن أهمية الفن وتربية الذوق وتحضر في كلمة لعبد الله زيوزيو تقول بأهمية الفن في المجتمع الإنساني ككل قصد تربية الذوق. وشكرا.
س. السالمي: إن الكسب الحقيقي الذي نجنيه من هذا المعرض هو الجمهور من خلال العلاقات التي يقيمها العرض الفني بين الخطاب التشكيلي وبين المتلقي. هذا العرض الذي شكل بالأساس مناوشة حقيقية لوعي الفرد المرتبط بالجاهز والمتعلق بثقافة لم تستوعب التشكيل بعد كتجربة معرفية. إن وجودنا بكلية الآداب تأكيد لضرورة البحث عن اللقاء الممكن بين الطالب كممثل لعينة هامة من الجمهور المغربي وبين التشكيل كعمل من المفروض أن يمرر رسائله وخطاباته المكبوتة مسبقا بفعل الإستراتيجية الموجهة لنظام العرض بالمغرب الذي اقتضى بشكل غير مبرر التوجه نحو الإنتاج والاستهلاك التجاري على الخصوص، والذي قصر العرض في غالب الأحيان على الأمكنة الخاصة التي تحكمت فيها بالأساس جهات مشدودة نحو الغرب بدافع التقليد للحصول على إيهام الامتياز. المسألة هي رج لهذا الواقع المتحجر للتشكيل المغربي الذي لم يجد بعد مكانه الفاعل في الوجود المغربي من خلال المظاهر العمرانية والتزيينية والجمالية التي يتم تغييبها في الغالب رغبة في مجاراة العمل السريع أو الإنتاج السريع والحصول على الربح.
مسألة حضورنا في كلية الآداب يتوجه بخطاب محدود إلى جمهور هذه الكلية، فنحن هنا لنقول لهذا الجمهور أن التشكيل هو منه وإليه. لأنه ليس فقط تجليا للآخر ولكنه أيضا تجل للأنا الشخصي فالذي يمعن النظر إلى لوحة ما، هو لا يستهدف التوصل فقط إلى تصورات صاحبها عنها، بل يستهدف بالأساس العثور على أشياء من ذاته مضمنة فيها. وهنا يحصل اللقاء الحقيقي ويتم الحوار الممكن.
س. السالمي: نظمنا خلال أيام العرض مجموعة من الزيارات الموجهة، قدمنا عبرها تصورات عن واقع التشكيل بالعالم وعن المراحل التي مر بها والتي وجد من خلالها تطوره وتبلوره وكانت دعوتنا إلى الكتابة دعوة لا تخلو من حيثيات، إذ أننا أردنا بهذه الطريقة أن نفض شيئا من صمت هذا المتلقي الذي يواجه العمل، وأردنا أيضا أن نكشف عن طبيعة اللقاء الذي يربطه بهذه الأعمال التي تدعوه أو تجتذبه نحو المشاهدة والتأمل.
إن تنظيم جائزة لأحسن قراءة تشكيلية للأعمال المعروضة جاء لهدفين أساسين: الأول هو تدعيم الحركة الفنية والنقدية/ التشكيلية على الخصوص، بخلق اهتمام في الوسط الطلابي الذي تتاح له فرصة الانفتاح على أنماط متعددة من المعرفة وعلى أدوات إجرائية قد تساعده على التحليل والمناقشة.
الثاني: كان هدفنا هو الاستماع إلى خطاب الآخر بعدما وجهنا له خطابنا خلال مدة زمنية معينة.
انتقل إلى فكرة الكشف عن بعض المسائل المتعلقة بهذه الجائزة، لقد توصلنا بعدد هام من القراءات، كان أغلبها من تخصص الأدب الحديث، وكان الباقي من تخصصات الفلسفة وعلم الاجتماع واللغة الفرنسية، والانجليزية، وأيضا بقراءات من خارج الكلية (من المعهد العالي للمسرح والتنشيط الثقافي على الخصوص). أما عن نوعية هذه القراءات، فقد لاحظنا أنه غلب عليها الطابع الارتجالي والانطباعي، (تأملات – تخيلات وحتى محاورات)، الذي يسجل بالأساس دهشة المتلقي أمام العمل وتوجهه المعلن عن البحث عن المعنى الجاهز المقيس على المعرفة التي تؤطر كل «قارئ».
وهذا أكد لنا منطلقنا الأساسي وهو الوعي التشكيلي للفن المغربي والعربي بصفة عامة لا يواكب الوعي المفتوح الذي تؤسسه التجارب الإبداعية الحديثة. غير أن هذا لا يعني أن القراءات وقفت عند هذا الحد، بل هناك نصوص استهدفت الأسئلة الأساسية وتخلصت من الوقوع المتكرر في ورطة الجواب والبحث عن المعنى الواحد والوحيد وتمتعت بزاد تحليلي مهم للرموز وللإحالات التي تشكل الخطاب الحقيقي والضمني الذي يحمله عمل إبداعي لجمهوره.
خ. فخار: فكرة تنظيم أحسن جائزة جاءت بعد تقييمنا لواقع النقد بالمغرب ووجدنا أنه في حاجة إلى ممارسات فعلية مواكبة ومؤطرة للحركة التشكيلية وهذا ما جسدته القراءات التي واكبت أيام العرض...
 1990جريدة العلم – الأحد 15 أبريل

عن التشكيل و الجمهور


حوار مع سمير السالمي ، أحمد بلمقدم ، خالد فخار

عن التشكيل و الجمهور

وجود حركة تشكيلية رهين بوجود تشكيليين محترفين

أجرى اللقاء الأستاذ مصطفى الرزرازي  


لقاء مع رجل البحر الفنان سمير السالمي




لقاء مع رجل البحر 
الفنان سمير السالمي في حديث عن البيئة و البحر
و عن التشكيل و الجمهور


خالد فخار

خلية العمل الفني المشترك



أشكال غريبة معلقة في الهواء، نتوءات سحرية وشبقية، لمسة نورانية تحيلك على الزمن المنسي والمغيّب، حيث تتحول بقايا الأحياء والأشياء إلى علامات ورموز تنبض بالحياة والحركة... تلك هي إيحاءات النظرة الأولى... بعد ذلك يبدأ السؤال: ما هي قوانين هذا العالم الذي يختلط هدوؤه بصخبه، ونوره بظلامه، وانفتاحه بانغلاقه،؟. وكيف تنفلت البقايا لتتحول إلى رموز وعلامات...؟ كيف يحدث كل ذلك الصخب ليتحول إلى هدوء معلن عن الفوضى العارمة التي تكتنف العالم من حولنا ؟ أجوبة كل هذه الأسئلة وأسئلة أخرى يقدّمها الفنان سمير السالمي في اعترافات الرجل الذي أخاف البحر، اعترافات يمتزج فيها التشكيل بالشعر، والمسرح بالقصة..



      تقديـــم

بعد جولة فنية في عدد من الملتقيات التشكيلية الدولية، يعود الفنان سمير السالمي ليقدم لجمهور مدينة الرباط معرضه «أثر»، الذي يتضمن ثلاث مراحل من تجربته في الصباغة والنحت، يقدمها ضمن أسلوب فني يجمع بين البدائية والحداثة، ويوظف تقنيات حفرية خاصة كالخدش، المسح، التضعيف، الحفر، والنحت.

ويختار السالمي أن يكون معرضه هذا مناسبة لدعوة مفتوحة إلى عموم الجمهور والمهتمين، للضغط على جدران قاعة العرض، قصد توسيع فضاء المشاهد وتعزيز الحق المشترك في الفرجة البصرية، وهذا يتماشى تماما مع روح الحركة التشكيلية التي ينتمي إليها الفنان سمير السالمي، حركة التشكيل والجمهور، التي انطلقت من الدعوة إلى توسيع فضاء العرض التشكيلي بالمغرب بتحطيم جدار قاعة العرض وبالانفتاح على الأمكنة العامة، ومنذ سنة 1989، مازال السالمي وفيا إلى توجهه الفني، ولكي نقترب من هذا الفنان الشاب أكثر، تحدّثنا إليه في جلسة حميمة، ليكشف لنا عن عالم يبقى دائما في حاجة إلى كشف.

       إهدار الثروات البشرية أمر غير مقبول

إن المعرض الجديد الذي أقدّمه لجمهور مدينة الرباط تحت اسم «أثر» فرصة بالنسبة لي لكي أقدّم أعمالي التي عرضتها في عدد من الملتقيات الدولية بأوربا، وهو فرصة لكي أعرض داخل وزارة الثقافة، التي قلت بصددها وكررت إنه ينبغي أن تهتم أكثر بالتشكيليين الشباب، لكي يحدث ما نعرفه بيننا، بتشبيب الفريق الوطني التشكيلي، وأن تعتمد المديرية المعنية مقاييس أخرى في اختيار هذا الفريق الوطني، تكون أكثر موضوعية... لأن العمل الفني هو النتيجة النهائية وهو الذي يعرض داخل القاعات، وعلى هذا الأساس ينبغي اتخاذه كمقياس ومعيار... لذلك فاختياري لوزارة الثقافة، لم يكن هكذا وإنما لأقول للمسؤولين إنني موجود، لأنه عندما تلقيت الدعوة للمشاركة في بنيالي البرازيل، لم أجد المساعدة الكافية من وزارة الثقافة، وأنا أقول هنا إن إهدار الثروات البشرية شيء غير معقول ولا يقبله المنطق، لأنه لابد أن يعرف الجميع أنه ليس كل ما لدينا من تشكيليين هو ما يعرف بالفريق الوطني التشكيلي، هذا الفريق لا نقول إنه ليس في المستوى فهناك أسماء تحضر بجدارة واستحقاق، وهناك أسماء لم تغيّر أي شيء في أسلوبها منذ الستينات، ومع ذلك تستمر في الحضور كأسماء بغض النظر عن الأعمال.»

      البدائية والحداثة: عمل متكامل.

في معرضي هذا أقدّم ثلاث مجموعات، وأعمل فيها على آثار كثيرة، آثار الحيوانات والطبيعة، الأوشام والرموز... وهدفي هو أن أجمع في تركيبة واحدة بين ما هو بدائي وما هو حديث، وأظن أنني وصلت إلى هذا الهدف، ففي 1994 حصلت على جائزة الفن الحديث ببروج (بلجيكا)، في المعرض الذي نظمته كل من فرنسا وبلجيكا، وفي نفس السنة فزت بفرنسا بالجائزة الثانية للفن البدائي، وقد فزت بهاتين الجائزتين بنفس الأعمال التي أعرضها هنا بقاعة محمد الفاسي بالرباط.

وقد جاءت هذه الجوائز لتأكيد الهدف الذي أشتغل لأجله، أي الجمع بين ما هو بدائي وحديث. ثم أتجاوز فكرة الإطار، لأنني أعتبر أن العالم كله إطار للوجود الإنساني وأحاول أن أجد إطارات ملائمة وإبداعية، تتماشى مع روح الأشكال المعروضة والتي ليس لها سند (support) بصري، بل تظهر وكأنها معلقة في الهواء.»
    حركة التشكيل والجمهور: مزيد من الجمهور.

- أعتز بانتمائي إلى حركة التشكيل والجمهور، التي دعت إلى هدم جدار قاعة العرض (رمزيا طبعا) وإلى الخروج بالمعرض إلى الناس، بهذه الفكرة نظمنا منذ 1989 معارض عديدة، كان أولها أول معرض بالهواء الطلق بالرباط بإقامة "قيس" بأكدال وبعدها توالت المعارض، حتى أثناء زيارتي لأوربا كنت أعمل بالفكرة ذاتها..

لقد كان هدفنا هو الوصول إلى أكبر عدد من الجمهور، طبعا كنت وزملائي فخار، مجاهد، بلمقدم... نعرف أن التشكيل ليس جماهيريا، ولكننا كنا نسعى لاستقطاب مزيد من الجمهور إضافة إلى أننا دعونا فنانين آخرين للدفاع عن الفكرة والعمل بها.»

ويبقى أن نضيف في الأخير أن السالمي فاز بنصه «الرجل الذي أخاف البحر» في مسابقة القصة القصيرة التي ينظمها اتحاد كتاب المغرب، وذلك سنة 1988، واليوم لم يفقد الفنان صلته بالبحر، بل أصبحت أكثر عمقا، والبحر هنا يتجاوز كل الحدود ليحيلنا على الزمن المنسي والمغيب.



جريدة العلم – الأحد 26 نونبر1995

الفنان و الشاعر سمير السالمي، فنان البحر




فنان البحر، سمير السالمي
(نص اللقاء الذي أجريته مع سمير السالمي لمجلة : نساء من المغرب،هذا الشهردجنبر  2016 )

الفنان و الشاعر سمير السالمي، فنان البحر ، متعدد الوجوه والألوان والأشكال. له العديد من الأعمال الفنية التي أهلته للحصول على جوائز وطنية عربية ودولية نذكر منها في مجال البيئة، جائزة الحسن الثاني للبيئة في الفن والأدب، جائزة ملتقى :فن وبيئة،بأوساكاباليابان، جائزة رباط الفتح للبيئة. على هامش مشاركته الأخيرة في كوب 22 كان لنا معه هذا اللقاء عن البيئة والبحر والشعر والحب.(لطيفة لبصير)

1 – أنت تقول إن الأرض أنثى ؟
ج: نعم، أنثى، بما في اللفظ من معاني الخصب والعطاء، كوكب أزرق ثلاثة أرباعه ماء، أصل ومآل "منها خلقناكم وفيها نعيدكم"(كما يقول القران الكريم) . أنوثة غالبة هي في عرف شعراء المتصوفة من ابن عربي الى جبران سِرٌّ سَارٍ في العالم كله . إن ما يميز الأرض بين الأجرام الشمسية هو أنها بامتياز باهر : الكوكب ماء، كوكب العطاء والخصب والجمال . أي الأنوثة بٱعتبارها تجليا أعلى لذالك كله، كما جاء في إحدى قصائدي الشعرية الأولى :
قالَ أُنثَى
قلتُ أنا وأنتَ
سلالةُ نسْلٍ
وَضَعتْهُ نساءٌ
رْفعتْهُ نساءْ
.
.
ّّّّّ
الحقِيقةُ أُمٌّ أُولَى
والطّبيعةُ أخْتٌ كُبْرى
شَقيقةُ حُسْنِ يُوسُفَ
من نَسْلِ أَحْمَد َ
و مَرْيمَ العذْراءْ
.
.
ّّّّّّّ
مَفاتِنُ لَيْلِ المِسْكِ
في قُدّاسِ شوْقٍ إليْهِنَّ
بَسْمة ٌ
معْنًى
على مُحيّا الحيَاةْ

.
2 – أنت تحمل لقب فنان البحر، هذه العلاقة استقرت في زمنك الفني و اختياراتك الابداعية، كيف اتجهت نحو البحر و أسراره؟
ج : فنان البحر هذا هو عنوان كبير اختارته هيلين فيل فور المسؤولة عن رواق الفنون الجميلة بباريس لواحد من معارضي وكرسته بعد ذلك مجلة : ڢوي سور مير Vوي سور Mير العالمية حين قدمتني باللقب ذاته .
والواقع أن ارتباطي بالبحر ارتباط عضوي، فأنا دائما تصورت المدن المفتوحة على البحر مدنا لانهائية، قارات من قارات الفن والشعر...وحين أجلس في خلوة أو سلوة إلى البحر، أحس بأني الكائن الممتد، الكائن الشعري المتدفق بالأسرار...أسير على الرمل المبتل وتلتحم أفراحي وأحزاني مع الضوء، مع العبير، مع الموج والهدير. أجِدُ من دون أن أبحث وتتجدد نظرتي للأشياء ، تماما كما تتغير أحوال النفس حين يهدأ بحر ويصفو أفق...الفكرة التشكيلية بعض مما ألتقيه هناك على الشاطىء ويصحبني الى ورشة العمل الفني بل وحتى سرير الراحة والنوم.
3 – لاحظت أنك تشتغل في عملك الصباغي عبر مراحل عدة، منها لقاؤك المباشر بالبحر و مواده بحيث تحول العديد من البقايا إلى مادة فنية، الشيء الذي جعلك مميزا في اشتغالك على البيئة والبحر، كيف ذلك؟
ج: أميز اليوم بعد ما يزيد عن عشرين سنة من الاشتغال على البيئة والبحر بين ثلاثة أساليب تشكيلية،
أولا : أسلوب استرجاع البقايا البحرية الآيلة للتحلل، مثل الأسماك فضلا عن القواقع والطحالب والرمل والملح، أسلوب مكنني من بلورة أسندة فنية خاصة، ورق وقماش عجين من مساحيق أعشاب وعظام بحرية من ملح و ماء، هذا الأسلوب مكنني من بلورة أعمال مميزة في الصباغة والنحت بالأشياء والأشلاء. وبلمسة تحولت البقايا الآيلة إلى العدم إلى آثار فنية منحتها قوة الابداع بهجة بديلة وحياة أخرى.
ثانيا: أسلوب إدماج المؤثرات الطبيعية في العمل الفني. مثل ضوء النهار الذي اعتمدته في أعمالي الصباغية الشفافة العملاقة( مثلا الواجهة الزجاجية لمسرح محمد الخامس هنا بالرباط،عمل بحجم أربعمائة متر مربع) التي نفذتها بالمغرب وخارجه. أحواض الملح والماء التي جعلتها قاعدة للمنشآت الفنية العابرة ودعمتها بأجواء و أنسام البحر. أسلوب فني مبلور مكن المتلقي من الاندماج هو الآخر في الأجواء المتحولة، الساخنة المأهولة بالضوء و الباردة الرطبة المعتمة .
ثالثا: أسلوب السيولة والتدفق، وهو أسلوب صباغي تشكيلي قائم على مقاربة حركة الطبيعة الحرة و التمازج بين المحسوب واللامحسوب . لقد كان بابلو بيكاسو يرى أن على الفنانين أن يشتغلوا بطريقة عمل الطبيعة بدلا من الاقتصار على نقل وتصوير مناظرها . الطبيعة كحياة حرة و الحركة كدليل على هذه الحياة ، تماما كما كان يرى ابن عربي إذ يقول : " الوجود مبدأه الحركة، لو سكن لعاد إلى أصله. وهو العدم".
4 – اشتغالك هذا هو الذي جعلك تشارك في المؤتمر الأخير عن المناخ COP 22، كيف كانت التجربة؟
ج: مبدئيا، اعتبرت أن مهمتي كمشتغل على البيئة من وجهة نظر فنية هي بمثابة تثمين لقيمة الفعل الثقافي ولالتحامه في الوقت ذاته بالقضايا المصيرية للكوكب الصغير الذي نعيش فيه، اقترحت في الأول نصب منشأة فنية عابرة ،براوق مفتوح ضمن الفضاأت المميزة لكوب 22 ، مع مرور الوقت بدا لي أن الظروف لا تسمح باتقان الانجاز الفني واتفقت مع الجهات المنظمة أن نروج لاسم جائزة الحسن الثاني للبيئة، الحسن الثاني باعتباره واحدا من السباقين إلى الوعي بقضايا الماء والبيئة، بل واحدا من الاستراتيجيين والمستقبليين في الموضوع وأن نروج بالتالي، لمؤتمر المناخ في دورته الثانية والعشرين بمراكش عبر مواقع و مجموعات فنية دولية، مساهمة في إبراز أهمية الفن في التنشئة على الوعي بالقضايا المصيرية للأرض وتعريفا بحيز من جهود و إبداع المثقف المغربي. فكان أن وزعنا واقتسمنا نماذج مصورة لأعمال فيما يزيد عن مائة موقع ومجموعة فنية الكترونية دولية، إضافة الى مداخلتي عن فن البيئة وبيئة الفن التي قدمتها ضمن الفعاليات العلمية للفضاء الأزرق.
5 – مع ذلك وصلنا بأن المثقف المغربي لم يكن حاضرا ضمن فعاليات مؤتمر المناخ؟
ج: المثقف بالتأكيد تقصدين المغرب الغني بأدبائه وفنانيه. للأسف هناك قصور في ذهنية أوكل لها تدبير الشؤون العامة ببلادنا، ذهنية تضع المثقف دائما على هامش الحدث ولا تعي أن التربية على الحس البيئي و الوعي الجمالي التربوي والتثقيفي لا تستغني أبدا عن الأدب و الفن كوسيطين في الاعلان عن حضارة بكاملها في تنميتها و تقويتها و الترويج لها. لم أر أنا كتشكيلي، مثلا، عملا لفنان مراكش وساحرها الراحل "فريد بلكاهية" على الجلد و المادة الحيوانية في أي من الأروقة الكبرى للمؤتمر التي سلطت عليها الأضواء ووجه إليها الاعلام الكوني. حضرت اللوحة و الفيلم و الصورة و الأغنية على هامش المحفل و تركت الواجهة للتقنوقراطيين وللأجانب . هي إذا ذهنية فاقدة لما نطلب منها أن تعطيه .
6– اشتغلت طويلا في أعمالك الفنية على البحر كفنان ومغامر يواجه البحر، وكما يقول الشاعر ابن الخطيب: من يركب البحر لا يخشى من الغرق، ومع ذلك نشعر بأنك تخشى الغرق في الحب؟
ج: أنا أعتقد أننا لا نفر ممن نحب، تماما كما لا نفِرّ من أقدارنا الجميلة بل و أعتقد أن الحب أساسا لا يقوم على الاختيار، اختيار المغامرة أو الهروب. في واحدة من قصائدي أقول:
"وحدَه الحُب يجهلُ معنى الاختيارْ
ويُساوِي بين الخلاصِ وبين الهاوِيةْ "
نعم من يركب البحر لا يخشى من الغرق، ومن يقبل على المغامرة يقبل توابعها. أنا ممن ينتصرون للمعنى، لفكرة الحب التي لها أن لا تملأ القلب وحده، بل تملأ الكوكب كله.كوكبنا الأزرق الجميل لنحافظ عليه، علينا أن ندمن حُبه و حُبّ المعاني الكبرى التي تجعلنا متسامحين مع أنفسنا ومع العالم.
7 – البيئة تحضر بكثافة أيضا في عوالمك الشعرية، وكأنها تمتد في صياغة أخرى؟
ج: أختار إذا أن تكون للشعر لمسة النهاية، جاء في قصيدتي"أوزون":
.
.
سَتَبْقى عَابثاً
حتّى بعْد انْطِفاءِ النُّجومْ
كأَنَّ الجَليد لم تَخُنْهُ مواسِمُهُ
أوْ أنَّ الدُّخَانَ لم يَكْبِسْ حَرَّ الأنْفاسِ
لم يثْقُبْ بعدُ جُمجمةَ الوقْتْ
أنتَ...أنْت...
والأرْضُ نَيْزَكٌ مِن نَارْ
و البحْرُ حُمَّى وقَلَقْ
.

سمير السالمي لوحاتي من بقايا البحر

سمير السالمي لوحاتي من بقايا البحر
جائزة رباط الفتح للبيئة

تجول التشكيلي المغربي سمير السالمي على شاطئ المحيط الأطلسي ، فانتقى ما لفظته الأمواج من بقايا الأسماك و العلب و الأسلاك ، و احتطب من الشاطئ بقايا الخشب ، و قدم من هذا كله لوحات فنية تحت عنوان " ذاكرة البحر " فأعطي جائزة رباط الفتح و هي إحدى أكبر جوائز البيئة بالمغرب
حاوره بالرباط د.عبد الله سفيان  



السفير العربي في حوار مع الفنان و الشاعر سمير السالمي

السفير العربي في حوار مع الفنان التشكيلي المرموق و الشاعر الملهم سمير السالمي بباريس ، يكشف لقراء 

   السفير في الوطن العربي عن مغامراته و إبداعاته التي تركت في الوجدان بصمات مضيئة تترجم في عمقها عبقرية الفنان المغربي

 حوار العدد أنجزته من باريس الأستاذة زهرة زيراوي
السفير العربي من 7 إلى 27 أبريل2005  

 

حوارات مع سمير السالمي عن الفن و الشعر و البيئة و البحر



إيقاع الذات هو الفاعل في المواد و الأشياء

  • عن مشروع هرم اللوفر و أعمال فنية أخرى

    *زهرة زيراوي ، التشكيل في الوطن العربي ، إيدسوفت للنشر٬ الطبعة الأولى، 2006 ، ص ـ ص.86ـ92.